أنا يا رفيق الأمسيات ،
مللت من كوني احبُ ، اغارُ ،
احترق اشتياقاً !
مللت من فيض المشاعر ،
وأنا وأنت وخافقي ،
لابد أن نجتاز هذا الأمر ،
نقترع انتخاباً ،
من ينال الأكثرية ،
سيداً أو سيدة ،
ننصاع نخضع له ،
شهراً وبعد الشهر نقترع انتخاباً ثانياً ،
بعيدة يا ألله أنا الليلة , بعيدة عن كل شيء إلا منك ..
بعيدة .. وأحتاج أن تصالحني , تعفو عني , تسامحني , وتهديني المنام ..!
بعد ان نُفيت ردحاً من زمن , تاهت بي الخطى مابين مغضوبٍ عليهم وضالين !
ها أنا أعود .. أخيراً ..
عُدت إلى الدرب , عُدت إلى دربي القديم , دربي القديم الـ يسكنة السهر , والضجر , وكثيرٌ من أرقٍ وسهاد , عُدت ولا أدري أكنت من رحل ام أنني نُفيت ! هل أنآي الـ رحلت عادت , أم هي أنا جديدة لم تسكنني قبل الآن !
ولا املك إجابةً شافية , مرتهنه إجاباتي بـ ألمٍ يتسامق , يلامس حدود سماءٍ ثامنة لم أبلغها قبل الآن ..!
من النهايةِ تهطل البدايات ,
من قال أن البدء يقطن أول الأشياء !
كذب من أخبرنا هذا , تواطأ ضد الحقيقة لـ يظللنا نحن الـ نصدق كل شيء وأي شيء !
لا بداية حقيقية يا رفاق ..
لا بداية حقيقية يا رفاق !
كل النهايات بداية اخرى , وليست كل بداية جديدة !
أكره النهايات كـ خشيتي البدايات وأشد ..
مثقلةٌ انا بـ الصخب رغم حاجتي لـ الهدوؤ , منفيةٌ لـ السهر يا ألله ولم أذق طعم النوم , لم أذق طعم النوم منذُ ليال طويلة , منذُ ليال عديدة معلقةٌ كـ ساريةٍ لـ مركبٍ مهجور , كـ إشارةِ مرورٍ معطله , معطلة يا ألله .. كـ ريحٍ صرصرٍ أفكاري , وداخلي طواحين تظطرم ناراً ..ولا أنام !
مرعوبة ولا أمان بعيداً عن احضانهم !
ومن الغباء التصرف كأن شيئاً لم يكن !
الأكثر غباءً صوت طرقات الضمير ، وخزاته لها طعم الأحساس بـ ذنب !
غباءً أن نسيت وجهي المعلّق صباحاُ فوق رف مكتبي ، وصلت البيت دونه !
حين رأني كاد أن يفر ولم يعرفني ، الأكثر ألماً حين سأل : من أنتِ اي حزنٍ ولج بيتي على هيئة امرأة !
غباءً أن لا يعرفني سوى بـ وجهٍ واحد !
قالت :
الحياة كـ عنقود عنب أستعذبتُ سُكره واعتدته ،
فـ وهبني على حين غرةٍ مرارة !
أردفت :
الحلول الوسطيّة لا تصلح لي ، فلم يحدث أن هادنني الحزن يوماً ،
بل كان يرميني لـ احضان فرحٍ ما ، لـ يعود يقتص مني بـ سجني دهاليزه واقبيته ،
ولذا كانت الحياة عنقود عنبٍ خانني سُكره !